إن ما نشعر به في حياتنا اليومية من قلق وخوف يتناسب مع ما يحيط بنا من أحداث وتوقعات بسبب ما نتعرض له من تحديات وضغوط حياتية ما هي إلا وسيلة طبيعية تُأهب الجسم إما لمواجهة الخطر والتغلب عليه أو للهروب منه.
فيعمل الجهاز العصبي وما يقع تحت سيطرته من أعصاب وأوعية دموية التغييرات اللازمة ليزداد التركيز والانتباه، ويحتد البصر، وترتخي المثانة مع انقباض محبسها، وتتأهب العضلات، فيصير الشخص في أحسن وضع يؤهله إما لمواجهة الخطر أو للهروب منه.
أما أن تظهر هذه الأعراض بلا سبب واضح أو لسبب بسيط لا يرقى لمستوى رد الفعل للحدث المصاحب له، فيكون ذلك شكل من أعراض المرض.
- فالخوف، والقلق، والحزن، والفرح، والخجل، والغضب، هي أحاسيس نفسية لها تأثيرات كيميائية وكهربائية على وظائف الأعضاء البشرية؛ وقد تكون تلك التغيرات واضحة للآخرين فيستنتجون ما يشعر به الشخص في وقت معين.
- ففي حالة الحُزن يشحب الوجه، وتذبل العين، وتقل الحركة، ويتغير الصوت، وقد تجهش العين بالبكاء والدموع.
- وفي حالة الخوف ترتجف الأطراف، ويدق القلب بقوة وسرعة، ويجف الحلق، ويقشعر البدن وتجحظ العينان.
- وفي حالة القلق يحتدُّ البصر ويزداد التركيز ويزداد ضخ الدم للمخ وتكثر الحركة.
- وفي الخجل يحمر الوجه والوجنتين ويخفت الصوت وتزيغ العين ويتصبب العرق.
- وفي حالة الفرحة تنفرج الأسارير، وينطلق الصوت وتدمع العينان.
- أما في حالة الغضب فيمتقع الوجه، وتشتد العضلات، وتنكمش الجبهة.
وكل تلك التعبيرات التي يستطيع الآخرون رصدها بالعين المجردة على وجوه الآخرين، فما هي إلا نتيجة لبعض التغيرات الكيميائية والفسيولوجية المعروفة التي تؤثر على الدورة الدموية للجلد مثلا فيتغير لونه، أو في نسبة الهرمون فتتغير نبضات القلب أو في الجهاز العصبي فتتقلص العضلات، وهكذا…
وقد أثبت العلم وجود مراكز حسية في أماكن معينة من المخ يمكن استثارتها للحصول على نوع معين من المشاعر.