مرض الاكتئاب

يجب التأكيد على أن المشاعر الحزينة لا تعني بالضرورة الإصابة بمرض الاكتئاب، فهناك فرق بين كونها عرض أو كونها مرض، فالحُزن عرض وليس مرضًا، وهو رد فعل طبيعي لمشاكل الحياة، والاكتئاب مرض قد يكون الحُزن جزءاً منه ومسببا له، وأحيانًا يتم تشخيص مرض الاكتئاب حتى ولو لم يكن هناك شعور بالحُزن.

والاكتئاب النفسي هو أحد أكثر الأمراض النفسية انتشارًا وشيوعًا فهو مرض يصيب كل الأعمار والفئات لكنه يكثر بين النساء، لكنه أيضاً من أكثر الأمراض قابلية للعلاج النفسي.

وأعراض الاكتئاب تختلف من شخص لآخر مع وجود سمات مشتركة تساعد الطبيب النفسي على التشخيص.

كما أن أعراض الاكتئاب ليست بالضرورة أعراضًا نفسية فقط كما هو شائع وهذا مما يجعل حوالي (50%) من مرضى الاكتئاب يحتارون بين عيادات التخصصات الطبية المختلفة، منها الباطنية والصدرية والقلب وحتى عيادات الجراحة (15%) وعيادة أمراض النساء.

وبالطبع فإن جزءً كبيراً من البقية الباقية من المرضى يغوصون في الخرافات العلاجية الموروثة فيطول عناؤهم ويصعب علاجهم، وتكون النتيجة في كلتا الحالتين واحدة ما لم يتنبه الطبيب الحاذق لتحويل المريض للعيادة النفسية أو لعلاجه بنفسه كحالة اكتئاب مرضي، وقد أصبح الأطباء في زماننا ولله الحمد على درجة عالية من الوعي بالتشخيص وبالعلاج النفسي خصوصا الحالات البسيطة منه.

كما ثبت وجود علاقة بين الاكتئاب وبين مستوى بعض الهرمونات في الدم، وكذلك وُجد أن بعض الأدوية مثل أدوية علاج الضغط قد تؤدي لظهور أعراض الاكتئاب.

كما اتضح أن الاكتئاب النفسي قد يكون أول ما يظهر من أعراض مرضية لبعض الأورام السرطانية كسرطان رأس البنكرياس.

ونجد في قول النبي صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى العلاقة الوثيقة بين الأعراض البدنية والأعراض النفسية بشكل عام، كما يتضح من أعراض أمراض القلق والتوتر النفسي، وكذلك أعراض الاكتئاب، فيما روي عنه من حديث شريف:

“مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”.[1] 

تشخيص مرض الاكتئاب

لمرض الاكتئاب أعراض عامة وتشمل كل أجزاء الجسم، كما أن كل الأعراض لا يشترط أن تجتمع في مريض واحد، وتختلف شدة المرض، وحـِدته، من شخص لآخر حسب توفر العوامل السابق ذكرها.

وهناك معايير نستعين بها ليتم تشخيص الاكتئاب المرضي منها:

1- يُشترط للتشخيص استمرار الأعراض مدة متواصلة لا تقل عن شهر.

2- يشترط أن تسبب الأعراض إعاقة في الكفاءة والأداء في وظائف الشخص الاجتماعية أو الجنسية أو المهنية أو التعليمية أو الإنتاجية للشخص المصاب.

3- قد يشمل الاكتئاب أعراضًا في مناطق مختلفة من الجسم لكن يجب التأكد من عدم وجود خلل عضوي آخر يؤدي لتلك الأعراض بشكل مباشر.

وقد يكون مرض الاكتئاب مرضًا منفرداً بذاته متعدد الدرجات من حيث الشدة والحدة ونوع الأعراض ووجود الأعراض (الذُهانية) من عدمه.

أو قد أن يكون الاكتئاب أحد أوجه العملة في المرض النفسي، حيث يكون الوجه الآخر هو مرض الهوس، كما في حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب Bipolar Affective Disorder وبالطبع فإن العلاج يختلف باختلاف التشخيص في كل حالة على حدة.

كما قد يصاحب الاكتئاب أي مرض عضوي آخر فتزداد الأعراض سوءً فتقل استجابة المريض لعلاج المرض العضوي بسبب عدم علاج الاكتئاب المصاحب له.

كما أن هناك بعض المؤشرات الهرمونية والحيوية التي تدل على وجود الاكتئاب والتي يمكن متابعة سير العلاج عن طريقها.

وقد سُجلت حالات من الاكتئاب الشديد عند الأطفال؛

 والجدير بالذكر أن الأفكار الانتحارية تتواجد بقوة عند الأطفال أكثر مما يعتقد الناس…

أعراض مرض الاكتئاب

يشمل مرض الاكتئاب الشعور “المستمر” ببعض من الأعراض، ولا يُشترط وجودها كلها في مريض واحد، نقوم بسردها فيما يلي:

– الشعور بالإحباط والملل وفقدان الهمّة والطاقة.

– الميل للانطواء والعزلة والشعور بعدم الراحة عند الاختلاط بالناس.

– فقدان القدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة؛ وهي المباهج التي كان يستمتع بها قبل المرض بما في ذلك العبادة وقراءة القرآن، ومشاهدة التلفاز، والمشاركة الاجتماعية، والرغبة الجنسية والهوايات الأخرى.

– اضطرابات النوم، مع صعوبة في النوم الاستيقاظ من النوم مع بداية الليل.

– النظرة التشاؤمية، فيشعر مريض الاكتئاب بتشاؤم من الحاضر والمستقبل، وفقدان القدرة على التخطيط وإنكارٌ لإنجازات الماضي وعدم الشعور بأهميتها.

– الشعور بالذنب الدائم والخطيئة ولوم النفس.

– التردد في اتخاذ القرارات، وتكرار القرارات الخاطئة في العمل أو في الزواج والطلاق.

– صعوبة التركيز، وتشوش الذاكرة، وانشغال البال، والعصبية الدائمة.

– اضطراب الشهية؛ مثل الأكل بشراهة أو فقدان الشهية، كما تكثر الشكوى من صعوبة في الهضم أو الإمساك أو آلام المعدة وانتفاخ البطن وتحجرها.

– اضطراب الوزن؛ حيث قد يتأثر مريض الاكتئاب بزيادة في الوزن أو بنقصانه.

– سرعة التعب من أي مجهود، والشعور بالدوار والخفقان وبطء الحركة وتوَهٌّم الأمراض الخطيرة. – ألام جسمانية مختلفة مثل الصداع وألم المفاصل والعضلات، اوالرقبة، وآلام الصدر والقلب.


[1]– البخاري: الأدب المفرد (6011) ومسلم: البر والصلة والآداب (2586)وأحمد (4/270)

مرض الاكتئاب

يجب التأكيد على أن المشاعر الحزينة لا تعني بالضرورة الإصابة بمرض الاكتئاب، فهناك فرق بين كونها عرض أو كونها مرض، فالحُزن عرض وليس مرضًا، وهو رد فعل طبيعي لمشاكل الحياة، والاكتئاب مرض قد يكون الحُزن جزءاً منه ومسببا له، وأحيانًا يتم تشخيص مرض الاكتئاب حتى ولو لم يكن هناك شعور بالحُزن.

والاكتئاب النفسي هو أحد أكثر الأمراض النفسية انتشارًا وشيوعًا فهو مرض يصيب كل الأعمار والفئات لكنه يكثر بين النساء، لكنه أيضاً من أكثر الأمراض قابلية للعلاج النفسي.

وأعراض الاكتئاب تختلف من شخص لآخر مع وجود سمات مشتركة تساعد الطبيب النفسي على التشخيص.

كما أن أعراض الاكتئاب ليست بالضرورة أعراضًا نفسية فقط كما هو شائع وهذا مما يجعل حوالي (50%) من مرضى الاكتئاب يحتارون بين عيادات التخصصات الطبية المختلفة، منها الباطنية والصدرية والقلب وحتى عيادات الجراحة (15%) وعيادة أمراض النساء.

وبالطبع فإن جزءً كبيراً من البقية الباقية من المرضى يغوصون في الخرافات العلاجية الموروثة فيطول عناؤهم ويصعب علاجهم، وتكون النتيجة في كلتا الحالتين واحدة ما لم يتنبه الطبيب الحاذق لتحويل المريض للعيادة النفسية أو لعلاجه بنفسه كحالة اكتئاب مرضي، وقد أصبح الأطباء في زماننا ولله الحمد على درجة عالية من الوعي بالتشخيص وبالعلاج النفسي خصوصا الحالات البسيطة منه.

كما ثبت وجود علاقة بين الاكتئاب وبين مستوى بعض الهرمونات في الدم، وكذلك وُجد أن بعض الأدوية مثل أدوية علاج الضغط قد تؤدي لظهور أعراض الاكتئاب.

كما اتضح أن الاكتئاب النفسي قد يكون أول ما يظهر من أعراض مرضية لبعض الأورام السرطانية كسرطان رأس البنكرياس.

ونجد في قول النبي صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى العلاقة الوثيقة بين الأعراض البدنية والأعراض النفسية بشكل عام، كما يتضح من أعراض أمراض القلق والتوتر النفسي، وكذلك أعراض الاكتئاب، فيما روي عنه من حديث شريف:

“مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”.[1] 

تشخيص مرض الاكتئاب

لمرض الاكتئاب أعراض عامة وتشمل كل أجزاء الجسم، كما أن كل الأعراض لا يشترط أن تجتمع في مريض واحد، وتختلف شدة المرض، وحـِدته، من شخص لآخر حسب توفر العوامل السابق ذكرها.

وهناك معايير نستعين بها ليتم تشخيص الاكتئاب المرضي منها:

1- يُشترط للتشخيص استمرار الأعراض مدة متواصلة لا تقل عن شهر.

2- يشترط أن تسبب الأعراض إعاقة في الكفاءة والأداء في وظائف الشخص الاجتماعية أو الجنسية أو المهنية أو التعليمية أو الإنتاجية للشخص المصاب.

3- قد يشمل الاكتئاب أعراضًا في مناطق مختلفة من الجسم لكن يجب التأكد من عدم وجود خلل عضوي آخر يؤدي لتلك الأعراض بشكل مباشر.

وقد يكون مرض الاكتئاب مرضًا منفرداً بذاته متعدد الدرجات من حيث الشدة والحدة ونوع الأعراض ووجود الأعراض (الذُهانية) من عدمه.

أو قد أن يكون الاكتئاب أحد أوجه العملة في المرض النفسي، حيث يكون الوجه الآخر هو مرض الهوس، كما في حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب Bipolar Affective Disorder وبالطبع فإن العلاج يختلف باختلاف التشخيص في كل حالة على حدة.

كما قد يصاحب الاكتئاب أي مرض عضوي آخر فتزداد الأعراض سوءً فتقل استجابة المريض لعلاج المرض العضوي بسبب عدم علاج الاكتئاب المصاحب له.

كما أن هناك بعض المؤشرات الهرمونية والحيوية التي تدل على وجود الاكتئاب والتي يمكن متابعة سير العلاج عن طريقها.

وقد سُجلت حالات من الاكتئاب الشديد عند الأطفال؛

 والجدير بالذكر أن الأفكار الانتحارية تتواجد بقوة عند الأطفال أكثر مما يعتقد الناس…

أعراض مرض الاكتئاب

يشمل مرض الاكتئاب الشعور “المستمر” ببعض من الأعراض، ولا يُشترط وجودها كلها في مريض واحد، نقوم بسردها فيما يلي:

– الشعور بالإحباط والملل وفقدان الهمّة والطاقة.

– الميل للانطواء والعزلة والشعور بعدم الراحة عند الاختلاط بالناس.

– فقدان القدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة؛ وهي المباهج التي كان يستمتع بها قبل المرض بما في ذلك العبادة وقراءة القرآن، ومشاهدة التلفاز، والمشاركة الاجتماعية، والرغبة الجنسية والهوايات الأخرى.

– اضطرابات النوم، مع صعوبة في النوم الاستيقاظ من النوم مع بداية الليل.

– النظرة التشاؤمية، فيشعر مريض الاكتئاب بتشاؤم من الحاضر والمستقبل، وفقدان القدرة على التخطيط وإنكارٌ لإنجازات الماضي وعدم الشعور بأهميتها.

– الشعور بالذنب الدائم والخطيئة ولوم النفس.

– التردد في اتخاذ القرارات، وتكرار القرارات الخاطئة في العمل أو في الزواج والطلاق.

– صعوبة التركيز، وتشوش الذاكرة، وانشغال البال، والعصبية الدائمة.

– اضطراب الشهية؛ مثل الأكل بشراهة أو فقدان الشهية، كما تكثر الشكوى من صعوبة في الهضم أو الإمساك أو آلام المعدة وانتفاخ البطن وتحجرها.

– اضطراب الوزن؛ حيث قد يتأثر مريض الاكتئاب بزيادة في الوزن أو بنقصانه.

– سرعة التعب من أي مجهود، والشعور بالدوار والخفقان وبطء الحركة وتوَهٌّم الأمراض الخطيرة. – ألام جسمانية مختلفة مثل الصداع وألم المفاصل والعضلات، اوالرقبة، وآلام الصدر والقلب.


[1]– البخاري: الأدب المفرد (6011) ومسلم: البر والصلة والآداب (2586)وأحمد (4/270)

مساعدة

Privacy Policy

Terms of Services

F.A.Q.

تواصل معنا

© 2024 Created by dsconsults