يعتبر التكوين الكيميائي والتشريحي والكهربائي للمشاعر والأحاسيس هو أصل التفكير في الاعتماد على الوسائل العضوية في العلاج النفسي، مثل الأدوية وجلسات الكهرباء أو الموجات المغناطيسية، وأيضًا العلاج الجراحي.
كما أن ممارسة الرياضة المنتظمة، وكذلك ممارسة تمارين الاسترخاء تؤثر بنفس الآلية لتكون أسلوباً رائعاً وطبيعياً لعلاج القلق والتوتر بعيداً عن الأدوية والعقاقير.
كما تعتمد ألية جلسات العلاج السلوكي فيما يُسمى الإعادة الحيوية وأساليب تشكيل السلوك البشري (الإقلاب أو الترجيع البيولوجي) على تطبيق نفس ذلك التفسير العلمي أيضاً بعيداً عن الأدوية والعقاقير.
وتوجد أدلة واضحة على كيميائية هذه الظواهر النفسية، فنجد أن مثل هذه المشاعر من الممكن أن تحدث بدون سبب نفسي خارجي مثل الضغوط الحياتية والتوتر،
وأكبر الأمثلة على ذلك يظهر في حالة اضطراب الغدة الدرقية الذي يسبب ازدياداً في نبضات القلب وضيقًا في الصدر وسرعة الاستثارة والعصبية الزائدة، وكذلك الإحساس بالخوف والقلق واضطراب النوم.
وقد تم رصد بعض المواد التي تُفرز في المخ (إندورفينات ؛ إنكيفالينات) فيأتي الإحساس بهذه الظواهر النفسية من دون مؤثرات خارجية، وتتكون هذه المراكز من نظام متشابك ودقيق بين حنايا المخ يسمى بالجهاز النّطاقي، ويشمل اللوزة و(الهيبوثالاماس) وقرن آمون وبعض النـُّويات في المهاد وأماكن متفرقة من القشرة المخية.